لعبة القدر.. هل يواصل الأهلي كتابة التاريخ أم يكتفي بالتمثيل المشرف
نجمٌ ساطع يتلألأ في سماء المحروسة والقارة السمراء، عاش كالملك المتوج فيها يتذوق طعم الإنجازات ويشعر بنشوة المجد، تاريخه حافل بالبطولات التي يشهد عليها العالم أجمع، لاعبيه غُرزَ فيهم أن لا بديل عن الفوز في كل مباراة، عشاقه عاشوا دومًا يشعرون بالفخر للانتماء له أنه “نادي القرن الإفريقي النادي الأهلي”.
ارتحل الفارس المصري صوب مدينة تطوان للمشاركة الثامنة في بطولة كأس العالم للأندية كثانِ أكثر الأندية مشاركةً في المونديال بعد أوكلاند سيتي النيوزيلندي، والمُمثل المصري الوحيد في البطولة عبر التاريخ كعادته في المحافل الكبرى.
البطولة المُقامة على الأراضي المغربية في الفترة من الأول من شهر فبراير حتى الحادي عشر من ذات الشهر، يأمل فيها المارد الأحمر من تحقيق مركز متقدم وميدالية جديدة بلون مختلف سواء الذهب أو الفضة ليُسعد بها جماهيره.
رحلة أولى غير موفقة
انطلق قطار رحلة الأهلي في مونديال الأندية عام 2005 في تجربة أولى لم تكلل بالنجاح بعد الحصول على المركز السادس “الأخير”، حيث اصطدم في الدور التمهيدي باتحاد جدة السعودي في مواجهة “عالمية بنكهة عربية” وخسر حينها الأحمر بهدف نظيف.
ثم نال ثانِ هزيمة أمام سيدني الإسترالي في مباراة تحديد المركز الخامس بهدفين مقابل هدف أحرزه “عماد متعب” للأهلي ليفتتح به أهداف الأحمر في البطولة.
جيل ذهبي وميدالية أولى
عاد المارد الأحمر في العام التالي وكشر عن أنيابه من أجل إثبات تفوقه في هذه النسخة، وبالفعل حصلت القلعة الحمراء على الميدالية البرونزية “المركز الثالث” لتكون أول ميدالية للعرب ولإفريقيا في هذه البطولة.
نجحت كتيبة الأهلي من الفوز بضربة البداية أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي بثنائية نظيفة أحرزها فلافيو ومحمد أبوتريكة، قبل أن يتلقىٰ الأهلي الهزيمة في دور نصف النهائي أمام إنترناسيونال البرازيلي بهدفين مقابل هدف أحرزه فلافيو للأحمر.
وفي مباراة المركز الثالث نجح محمد أبوتريكة في قيادة بطل مصر للفوز بهدفين مقابل هدف أمام كلوب أمريكا المكسيكي، ليقتنص نسر الأهلي المركز الثالث ويتوج بالميدالية البرونزية، كما حصد تريكة لقب هداف البطولة برصيد ثلاث أهداف.
شكل باهت ومركز سادس مرة أخرى
المشاركة الثالثة لزعيم إفريقيا كانت عام 2008 في اليابان وحقق الأهلى المركز السادس لثانِ مرة في تاريخه.
حيث خسر أمام باتشوكا المكسيكى في ربع النهائي بأربع أهداف مقابل هدفين أحرز للأحمر فلافيو وهدف ذاتي من فوستو بينتو، قبل أن يخسر مجددًا في مباراة تحديد المركز الخامس أمام أديلايد يونايتد الإسترالى بهدف نظيف.
عودة المارد بعد غياب
بعد أربع أعوام غابت فيهم القلعة الحمراء عن المحفل العالمي للمونديال، عاد الأهلي عام 2012 ليسجل المشاركة الرابعة له والذي أكتفى بالمركز الرابع بها.
افتتح المارد الأحمر مشواره بالفوز على سانفريس هيروشيما الياباني بهدفين مقابل هدف عن طريق السيد حمدي ومحمد أبوتريكة، قبل أن يخسر أمام كورنثيانز البرازيلي بهدف نظيف في الدور نصف النهائي، ثم هُزم مجددًا في لقاء تحديد المركز الثالث أمام مونتيري المكسيكي بثنائية نظيفة، ليكتفي الأحمر بالمركز الرابع.
خيبة أمل وظهور سيء
في مشاركة تعد هي الأسوء للمارد الأحمر في المونديال حقق الأهلي فيها المركز السادس في البطولة التي أُقيمت في المغرب عام 2013، عدم رضا جماهير الأحمر عن الفريق في هذه النسخة لم يكن بسبب الهزيمة بقدر ما كان بسبب سوء الأداء.
نال الأهلي الهزيمة أمام جوانزوا إيفرجراند الصيني في ربع النهائي بهدفين نظيفين، قبل أن يتلقى هزيمة ثقيلة في تحديد المركز الخامس أمام مونتيري المكسيكي بخمسة أهداف مقابل هدف أحرزه عماد متعب للأحمر، ليحصل الأهلي على المركز السادس لثالث مرة.
شمس الأهلي تعود للأمجاد
بعد أن عادت الأميرة السمراء لتُزين قلعة معشوقها الأول “الأهلي” بعد عناد استمر سبع سنوات، فـ كانت بمثابة عودة الروح للجسد خاصةً أنها كانت من أمام الغريم التقليدي الزمالك في نهائي القرن عام 2020، ذهب الملك الإفريقي صوب الدوحة العاصمة القطرية بآمال إسعاد جماهيره وتحقيق ميدالية جديدة في المشاركة السادسة له بالمونديال.
وبالفعل تمكن من الفوز بضربة البداية أمام الدحيل القطري بهدف نظيف من توقيع حسين الشحات، ولكن اصطدم الأحمر في نصف النهائي بالعملاق البافاري “بايرن ميونخ” ليتلقى الهزيمة بهدفين نظيفين.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث نجح المارد الأحمر من الفوز بركلات الترجيح 3/2 بعد أن انهى التعادل السلبي المباراة في لقاء قدم فيه الأهلي أداءً جيدًا، ليقتنص الميدالية البرونزية للمرة الثانية في تاريخه.
من رحم المعاناة تولد البرونزية
المشاركة السابعة للنسر الأحمر كان عنوانها “الأهلي بمن حضر”، فعلى أرض الإمارات عام 2022 اصطدمت توقعات الجمهور بالظروف الصعبة التي كان يمر بها الفريق حينها، بسبب فقدانه للاعيبه الدوليين لتعارض توقيت البطولة مع كأس أمم إفريقيا التي يشارك فيها المنتخب الوطني، وأيضًا بسبب كورونا التي ضربت صفوف الفريق والمدير الفني بالإضافة إلى اللاعبين الذين يعانون من مضاعفات فيروس كورونا أو من الإصابات العضلية، ولكن جمهور الكتيبة الحمراء وضع الثقة في فريقه مردد دائمًا “الأهلي بمن حضر”، وبالفعل تحقق المراد من قلب المعاناة واقتنص المارد الأحمر البرونزية الثانية له على التوالي والثالثة في تاريخه.
نجحت الكتيبة الحمراء من تخطي عقبة مونتيري المكسيكي بهدف نظيف أحرزه “محمد هاني” في المباراة الأولى “بدون لاعبي الأحمر الدوليين”، قبل أن يسقط المارد أمام بالميراس البرازيلي بثنائية نظيفة في نصف النهائي.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث والتي كانت “بنكهة عربية” استطاع النسر الأحمر أن يلتهم الهلال السعودي برباعية نظيفة وبأداء أكثر من رائع، أحرز أهداف القلعة الحمراء ياسر إبراهيم هدفين وأحمد عبد القادر وعمرو السولية بهدف لكل منهما، لينقش الأهلي اسمه بميدالية برونزية أخرى تكون الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.
قدر يغير الموازين
برغم من خسارة الأهلي للقب دوري أبطال إفريقيا أمام الوداد المغربي بهدفين نظيفين في شهر مايو الماضي وبالتالي عدم مشاركته في كأس العالم للأندية، إلا أن القدر كان له رأي آخر ليسعد به الجموع الغفيرة من جمهور القلعة الحمراء، ففي شهر ديسمبر من العام الماضي فازت دولة المغرب بشرف تنظيم البطولة ووفقًا للائحة المونديال التى تنص على عدم مشاركة فريقين من بلد واحد، شارك الأهلي “وصيف بطل إفريقيا” كمستضيف للبطولة.
وينتظر عشاق القلعة الحمراء مشاركة الفريق الثامنة في مونديال الأندية، وتأمل الجماهير الغفيرة في تحقيق الأحمر لميدالية أخرى في هذه النسخة أفضل من سابقتها.
ويفتتح النسر الأحمر البطولة عندما يلتقي مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي يوم الأربعاء القادم الموافق الأول من شهر فبراير، في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، على ملعب “ابن بطوطة” في طنجة.
فهل ينجح زعيم إفريقيا في القتال ويستمر في نقش صفحات التاريخ، والظهور بشكل جيد في مونديال الأندية ومن ثم تحقيق ميدالية جديدة، أم أنه سيكتفي بالتمثيل المشرف؟
طالع أيضًا سجل هدافي الأهلي في مونديال الأندية
